ام شفيقة : يلقبونني بالبياعة او الدلالة
كتب / اشراق عمر
ام شفيقة : يلقبونني بالبياعه او الدلاله
” انا وهذا الكيس لانفترق ابداً فهو يحوي مصدر رزقي ” بهذا الجملةتفتتح ام شفيقة حديثها “للصحيفة نيوز “
نشأت ام شفيقة بمنطقة ريفية ، لأتعرف فيها سوء الحياة البدائية من الرعي والزراعة وجلب الماء والحطب لكن سرعان ما تحولت حياتها بعد انتقالها للمدينة الى بائعة تجوب المنازل..
تنطلق ام شفيقة في الصباح الباكر حاملتنا فوق راسها كيساً بلاستكي يحوي اغراضها التي تبيعها ( الملابس وادوات الزينة النسائية والعطور والحناء)لتقطع بهِ المسافات مشياً على اقدامها تطرق ابواب المنازل بحثاً عن رزقها وتعبر بقولها عن واقع مهنتها ” بانها متعبه وشاقة “

وتضيف ام شفيقة ذات الستة والاربعين عاماً من السكان مدينة الحديدة “لصحيفة نيوز ” قائلة ” لما قلت لابي اني شخرج ابيع عشان اشقى على عيالي زعل وصيح في البداية ولكن ظروفه الصعبه وظروفي الاصعب جعلته يتقبل الامر “
تعد ام شفيقة واحد من الالاف النساء التي يعانين من النظرة الدونية كونها عملت كا بائعة .
تعتبر معدلات مشاركة النساء في القوى العاملة باليمن واحدة من أدنى المعدلات على مستوى العالم، وقد أدى الانهيار الاقتصادي الناجم عن الصراع الجاري إلى تدمير هيكل سوق العمل في اليمن، إذ تشير البيانات المتاحة إلى أن النساء العاملات تضررن عموماً جراء الصراع بحسب دارسه اجراها برنامج الامم المتحدة الإنمائي إلا أنه وفي وقت لاحق، دفعت الحرب المطولة مزيداً من النساء إلى العمل، غالباً بسبب فقدان مصدر الدخل الناتج عن الأزمة الاقتصادية، أو فقدان الأسرة معيليها من الرجال، مما يعني أن دخول المزيد من النساء إلى سوق العمل كان بسبب تداعيات الصراع الاقتصادية، وليس بسبب أي تمكين اقتصادي مخطط له للنساء.
انتقلت ام شفيقة للعيش بمدينة الحديدة بعد زواجها برجل ميسور الحال ،وبعد عدة سنوات توفي زوجها مخلفاً ورائها ستت اطفال اكبرهم في التاسعة واصغرهم مازال جنين في بطنه فدفعها الفقر وضيق ذات اليد للخروج للعمل انذاك لكن الحرب فاقمت من سوء وضعها المعيشي فبصوتاً متعب وعينان تحكيان مرارة العيش تقول ام شفيقة ” الناس ما عاد تشتري مني زي اول ” تشترك ام شفيقة بهذا الجملة مع العديد من البائعين الذين يشكون قلة البيع وشحة الدخل فالحرب افقدت الناس قابليتها الكثير من الاشياء وجعلت اكبر همهم لقمة العيش فقط.
وتضيف ام شفيقة “لصحيفة نيوز ” لأنني اميه حرمت من التعليم لم اجد امامي عمل مناسب قد اجيده سوى البيع للمنازل.
في ضل ما تعانيه المرأة اليمنية اخذت بعض المؤسسات والمبادرات على عاتقها مسؤولية تدريب المرأة حتى لا تكون عاجزة عن القيام بأعمال ومشاريع صغيرة تضيف بهذا الخصوص بثينة الصلوي مديرة البرامج والمشاريع لمؤسسة بنات الحديدة منذ بدايتنا ونحن نعمل في مجال تمكين المرأة اقتصاديا والمساهمة في دعمهن لفتح مشاريعهم الخاصة والتي تساعدهم في تحسين وضعهن المعيشي بالإضافة إلى تدريب وتأهيل النساء في العديد من المجالات الحرفية وهناك عدد من النساء ساعدتهم المؤسسة للبدء بمشروعهن الخاص.
وتشير الصلوي بأن اغلب الفئات المستهدفة من النساء هن بالدرجة الأولى لا يحملن شهادة وليس لديهن خبرة لانه من منظورنا هذه الفئه هي من أكثر الفئات التي بحاجة للتوجيه والارشاد.
ويؤكد خنن بهذا الشأن ان اثناء الصراع بدأت النساء بالتغلب على الفقر والعجز الذي أصاب بعضهن بإنشاء مشاريع صغيرة وأعمال حرفية جديدة داخل المنزل غالباً، أو بالالتحاق ببعض المهن كعاملات في المطاعم مثلا أو ممارسة التجارة في الأسواق على مداخل المدن والقرى وهي مهن كان يهيمن عليها الرجال سابقاً ، كما خلقت الاستجابة الإنسانية في اليمن فرص عمل جديدة للنساء. من ناحية أخرى، دفع البعض الآخر من النساء اليمنيات إلى العمل البدني الشاق غير الرسمي والمنخفض الأجر كتدبير المنازل، بينما اضطرت نساء أخريات إلى التسول.
ويضيف يحيى خنن المدير التنفيذي لمبادرة اجيال المستقبل للحديدة نيوز نحن نسعى جاهدين من اجل تمكين المرأة اليمنية في الحديدة من خلال جهود ذاتية للمبادرة او من خلال التنسيق المشترك مع مؤسسات ومنظمات ومبادرات مكنت المرأة من مواجهة التحديات التي تعترضها.
تستطرد ام شفقيه حديثها لصحيفة نيوز لقد عانيت الكثير في تربية اطفالي حتى يغدو ناضجين وحول الصعوبات التي وجهتها اثناء عملها كبائعة جوالة تقول ” أن لم يقتلك الجوع يقتلك السير تحت حرارة الشمس ” مشيرتنا بحديثها الى طبيعة المنطقة وقسوة الحياة مضيفه ان بديتها كانت بمبلغ عشرين الف ريال سابقاً وبعدها استطاعت ان تكسب ثقة بعض المحلات التجارية الذين اعطوها نسبة ربحية مشيرتنا بأن الارباح سابقاً كانت جيداً حيث استطاعت ان توفر احتياجاتها بنسبة كبير في ضل الوضع الاقتصادي السابق لكن الآن لم يعد هناك من يعمل في (الدلالة) اي البيع للمنازل الا القليل خاصة في المدينة فالعائد المادي لايفكي لسد لقمة العيش بالاضافة الى كثرت المحلات التجاري فيما توكد ام شفيقة على ان هذة المهنة تعد مصدر رزق الكثيرات في القرى والريف .
ووفقاً لإحصاء أجرته منظمة العمل الدولية في 2013-2014، شاركت 6% فقط من النساء في القوى العاملة، بينما كانت 7% فقط من الوظائف تشغلها النساء.، عام 2013، وتم ربط مستويات التعليم العالي بزيادة مشاركة النساء في القوى العاملة، حيث كانت نسبة 62.1% من النساء الحاصلات على تعليم جامعي يشكلن جزءاً من القوى العاملة في اليمن، مقارنة بـ 4.5% فقط من الحاصلات على تعليم ابتدائي أو أقل. ووفقاً لاستطلاع أجرته منظمة العمل الدولية، فمن بين 293 ألف امرأة تم توظيفهن قبل الصراع، كان حوالي نصفهن يعملن في الزراعة، إما كمنتِجات ألبان وتربية حيوانية أو كمزارعات، بينما كان ثلثهن يعملن في قطاع الخدمات، وشكلت العاملات في شركات مملوكة للعائلة نسبة الثلث مقارنة مع أقل من العُشر من الرجال.
هناك افتقار وتناقض لمؤشرات انخفاض أو ارتفاع القوى العاملة من النساء بشكل عام، ومع ذلك، وبكل المقاييس، فقد ظلت مشاركة المرأة في القوى العاملة اليمنية منخفضة.
لم تكن الحياة رحيمة بأم شفيقة فظروف العمل القاسية لم تكتف بإنهاك صحتها ، بل اضطرتها للابتعاد عن اطفالها ساعاتاً طويلة وعلى الرغم من قسوة العيش والعمل استطاعت ام شفيقة ان تكابد واقعها بالكفاح والامل من اجل توفير حياة افضل لها واطفالها وهي اليوم تسلم راية الكفاح بعد توقفه عن العمل بسبب اصابتها بسرطان، لاطفالها الذين اصبحوا متعلمين وعاملين بفضل الله وفضلها.